عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عبادة الرسول صلى الله عليه وسلم
في السيرة النبوية
ورد في “الشمائل المحمدية” للعلامة جسوس بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعظم الخلق عبادة، وأكثرهم طاعة لربه، وأشكرهم لله، والمقصود بعبادته كلها الثناء على الله بالدلالات القولية والفعلية، وإجلاله وتعظيمه والخضوع له.
ثم إن ثناء كل واحد وتعظيمه وخضوعه على قدر معرفته بالله تعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم كان أعرف الخلق بالله، فهو أفضل القائمين بحقوق الله التي كلف بها عباده، وأكمل العارفين بما يجب له تعالى من امتثال أمره والاستسلام لقهره، والانشغال بذكره وشكره وإحسانه وبره.
نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهد نفسه في العبادة ولا سيما في تهجد الليل حتى كانت تنتفخ قدماه من الوقوف، فتقول له السيدة عائشة رضي الله عنها: أتفعل بنفسك هكذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تقدم؟ فيرد عليها: يا عائشة أفلا أكون عبداً شكورا؟
أجل كان الرسول لا يجهد نفسه في العبادة خوفاً من الذنب ورجاء في المغفرة، بل شكراً للمنعم على عبده ابتداء من غير سابقية استحقاق، وإلى ذلك أشار الشاعر الذي قال:
لو لم تكن نار ولا جنة
ولا وعيد لا ولا موعده
ألم يكن حقاً على العبد أن
يشكر بالطاعات من أوجده؟
كان علي كرم الله وجهه يقول: إن قوماً عبدوا رغبة فتلك عبادة التجار، وإن قوماً عبدوا رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوماً عبدوا شكراً فتلك عبادة الأحرار.
ورد في البخاري قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروه كأنهم تقالوها فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبداً، وقال آخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: وأنا اعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
أقول: صحيح أن الرسول كان يتعب نفسه في العبادة، لكن مع ذلك كان يرى أن الاعتدال مطلوب، لذلك كان يقول: أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل، وكان يقول: عليكم من الأعمال ما تطيقون.
وأما صيامه فقد سئلت عائشة الصديقة عنه فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول والله لا يفطر، ويفطر حتى نقول والله لا يصوم.
وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: لا نعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة، ولا صلى ليلة إلى الصبح، ولا صام شهراً كاملاً غير رمضان.
أقول: ومثل هذا الحديث يدل على أنه كان يحب الاقتصاد في صلاة الليل وصيام النهار وقراءة القرآن أيضاً، فالعمر ليس كله صلاة وصياماً وقراءة قرآن، بل يجب أن يتسع لواجبات أخرى أيضاً.
والواضح أنه كان يكثر من النوافل صلاة كانت أم صياماً، مع الأخذ في الاعتبار بأن كثيراً من العبادات تعتبر سنة في حقنا، وواجبة في حقه صلى الله عليه وسلم، وقال العلماء بأنها من خصائصه وهي مثل: السواك وقيام الليل وركعتي الفجر والوتر والأضحية والمشاورة وقضاء دين من مات معسراً من المسلمين.
وفي باب الصيام ورد عنه أنه كان يواصل صوم شعبان برمضان، وقد سأله أحد الصحابة فقال: يا رسول الله إنك تواصل في الصوم؟ قال: وأيكم مثلي؟ إني أبيت فيطعمني ربي ويسقيني. رواه البخاري.
وهذا الحديث يدل على أنه كان يجتهد في الصيام أيضاً، وكان ذلك من قبيل خصائصه وإلا فإنه نهى أمته عن الوصال في الصيام، وكان يقول: أحب الصيام صيام داود عليه السلام، كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً.
وكان عليه الصلاة والسلام يجتهد في رمضان أكثر، فكان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان، شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.
كان يكثر من الدعاء والاستغفار رغم أنه كان مغفور الذنب، وكان يقول: لن يدخل أحداً عمله الجنة، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة. رواه البخاري.
أما حجه فإن ابن الأثير يذكر بأنه عليه الصلاة والسلام يحج كل سنة قبل أن يهاجر، وفي صحيح مسلم أنه مكث بعد الهجرة تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس في السنة العاشرة.
أما عمرته ففي الصحيحين أنه اعتمر أربع مرات هي عمرة في ذي القعدة، وعمرة الحديبية، وعمرة مع حجته، وعمرة الجعرانة.
ولم يذكر عن زكاته شيء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم تجب عليه الزكاة ولا جاز له أن يأخذ من الزكاة.
أقول: وأين نحن اليوم من عبادة رسول الله؟ لقد ضيعنا الفروض قبل النوافل، أليس كذلك؟
ورد في “الشمائل المحمدية” للعلامة جسوس بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعظم الخلق عبادة، وأكثرهم طاعة لربه، وأشكرهم لله، والمقصود بعبادته كلها الثناء على الله بالدلالات القولية والفعلية، وإجلاله وتعظيمه والخضوع له.
ثم إن ثناء كل واحد وتعظيمه وخضوعه على قدر معرفته بالله تعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم كان أعرف الخلق بالله، فهو أفضل القائمين بحقوق الله التي كلف بها عباده، وأكمل العارفين بما يجب له تعالى من امتثال أمره والاستسلام لقهره، والانشغال بذكره وشكره وإحسانه وبره.
نعم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهد نفسه في العبادة ولا سيما في تهجد الليل حتى كانت تنتفخ قدماه من الوقوف، فتقول له السيدة عائشة رضي الله عنها: أتفعل بنفسك هكذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تقدم؟ فيرد عليها: يا عائشة أفلا أكون عبداً شكورا؟
أجل كان الرسول لا يجهد نفسه في العبادة خوفاً من الذنب ورجاء في المغفرة، بل شكراً للمنعم على عبده ابتداء من غير سابقية استحقاق، وإلى ذلك أشار الشاعر الذي قال:
لو لم تكن نار ولا جنة
ولا وعيد لا ولا موعده
ألم يكن حقاً على العبد أن
يشكر بالطاعات من أوجده؟
كان علي كرم الله وجهه يقول: إن قوماً عبدوا رغبة فتلك عبادة التجار، وإن قوماً عبدوا رهبة فتلك عبادة العبيد، وإن قوماً عبدوا شكراً فتلك عبادة الأحرار.
ورد في البخاري قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروه كأنهم تقالوها فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبداً، وقال آخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: وأنا اعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
أقول: صحيح أن الرسول كان يتعب نفسه في العبادة، لكن مع ذلك كان يرى أن الاعتدال مطلوب، لذلك كان يقول: أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل، وكان يقول: عليكم من الأعمال ما تطيقون.
وأما صيامه فقد سئلت عائشة الصديقة عنه فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول والله لا يفطر، ويفطر حتى نقول والله لا يصوم.
وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت: لا نعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة، ولا صلى ليلة إلى الصبح، ولا صام شهراً كاملاً غير رمضان.
أقول: ومثل هذا الحديث يدل على أنه كان يحب الاقتصاد في صلاة الليل وصيام النهار وقراءة القرآن أيضاً، فالعمر ليس كله صلاة وصياماً وقراءة قرآن، بل يجب أن يتسع لواجبات أخرى أيضاً.
والواضح أنه كان يكثر من النوافل صلاة كانت أم صياماً، مع الأخذ في الاعتبار بأن كثيراً من العبادات تعتبر سنة في حقنا، وواجبة في حقه صلى الله عليه وسلم، وقال العلماء بأنها من خصائصه وهي مثل: السواك وقيام الليل وركعتي الفجر والوتر والأضحية والمشاورة وقضاء دين من مات معسراً من المسلمين.
وفي باب الصيام ورد عنه أنه كان يواصل صوم شعبان برمضان، وقد سأله أحد الصحابة فقال: يا رسول الله إنك تواصل في الصوم؟ قال: وأيكم مثلي؟ إني أبيت فيطعمني ربي ويسقيني. رواه البخاري.
وهذا الحديث يدل على أنه كان يجتهد في الصيام أيضاً، وكان ذلك من قبيل خصائصه وإلا فإنه نهى أمته عن الوصال في الصيام، وكان يقول: أحب الصيام صيام داود عليه السلام، كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً.
وكان عليه الصلاة والسلام يجتهد في رمضان أكثر، فكان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان، شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله.
كان يكثر من الدعاء والاستغفار رغم أنه كان مغفور الذنب، وكان يقول: لن يدخل أحداً عمله الجنة، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة. رواه البخاري.
أما حجه فإن ابن الأثير يذكر بأنه عليه الصلاة والسلام يحج كل سنة قبل أن يهاجر، وفي صحيح مسلم أنه مكث بعد الهجرة تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس في السنة العاشرة.
أما عمرته ففي الصحيحين أنه اعتمر أربع مرات هي عمرة في ذي القعدة، وعمرة الحديبية، وعمرة مع حجته، وعمرة الجعرانة.
ولم يذكر عن زكاته شيء لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم تجب عليه الزكاة ولا جاز له أن يأخذ من الزكاة.
أقول: وأين نحن اليوم من عبادة رسول الله؟ لقد ضيعنا الفروض قبل النوافل، أليس كذلك؟
طلو صبيا- .
- عدد الرسائل : 3933
هعدل المساهمات : الوحة الشرفية :
السٌّمعَة : 383
نقاط العضو المكتسبة : 15067
تاريخ التسجيل : 28/12/2007
بسمة الكون- .
- عدد الرسائل : 3900
هعدل المساهمات : الوحة الشرفية :
السٌّمعَة : 241
نقاط العضو المكتسبة : 14141
تاريخ التسجيل : 07/11/2010
محمد الغريب- .
- عدد الرسائل : 4015
هعدل المساهمات : الوحة الشرفية :
السٌّمعَة : 248
نقاط العضو المكتسبة : 15410
تاريخ التسجيل : 12/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى