أسباب هجرة الصحفيين اللبنانيين الى مصر
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أسباب هجرة الصحفيين اللبنانيين الى مصر
..
أسباب هجرة الصحفيين اللبنانيين الى مصر
تعاقبت الكثير من الأحداث بعد العام 1860، سواءً أكان في لبنان أم في مصر، ودفعت بالعديد من اللبنانيين الى الهجرة الى مصر. أبرز هذه الأحداث:
1- أحداث 1860، وإنعكاسها على الوضع المادي كما على الوضع الفكري.
2- تراجع تجارة الحرير، بسبب إستيراد أوروبا للحرير الياباني بدلاً من الحرير اللبناني.
3- إنعكاسات الحرب التركية الروسية سنة 1877، وما تبعها من فرض للأحكام العرفية، ومن رقابة وضرائب ثقيلة على كافة مقاطعات الإمبراطورية.
أما في مصر، فقد برزت عدة عوامل وتهيأت الكثير من الظروف لتجذب الصحافة اللبنانية اليها، منها:
1- تمتّع مصر بنوع من الإستقلالية الذاتية في عهد "محمد علي باشا" إزاء السلطنة العثمانية.
2- فتح قناة السويس عام 1869 في عهد "الخديوي اسماعيل" (1863- 1876)، بحيث دُشن عهد من التطور في كل المجالات: سكك الحديد، خطوط التلغراف، حفر أقنية وما تبعه من تضاعف للإنتاج الزراعي، فتح المدارس، تطور التجارة، إفتتاح بورصة في الإسكندرية عام 1866، إصلاح جامعة العلوم الدينية في الأزهر، إيجاد مجلس للنواب سنة 1866، ومجلس للوزراء سنة 1877.
3- عودة البعثات الجامعية التي كان الخديوي قد أرسلها الى الخارج، والتي أتت بدورها لتسهّل دخول الحضارة الغربية الى مصر.
4- بداية العمل الصحفي وظهوره في المدن المهمة، ليشهد على عصر الإنبعاث والنهضة خلال عهد"اسماعيل".
وهكذا، جذبت النهضة الفكرية في مصر العديد من رجال الأدب والفكر اللبنانيين والسوريين، الذين سارعوا الى الإستقرار هناك. فالأخوان "سليم وبشارة تقلا" أتيا من لبنان، وأسسا سنة 1875 اليومية الكبرى "الأهرام"، و"المقتطف" أتت كذلك من بيروت عام 1855، أما "المقطّم" فقد أصدرها "فارس نمر" في مصر عام 1889.
وضع الصحفيين اللبنانيين في مصر
إن موقف الصحفيين اللبنانيين في مصر من مختلف القضايا المطروحة، يعود في غالبيته الى التربية التي تلقوها، فمعظمهم تلقى دروسه في مدارس الإرساليات الأجنبية. "ففارس نمر" صاحب جريدة "المقطّم"، الذي تلقى دروسه في الجامعة الأميركية، كان مؤيداً للإنكليز، معتبراً أن الإحتلال الإنكليزي لمصر نعمة من السماء. وكانت جريدته من بين الداعين لنشر الثقافة الإنكليزية في مواجهة الثقافة الفرنسية. أما مؤسسا "الأهرام" الأخوان "تقلا"، اللذان تلقيا دروسهما في المدارس الفرنسية في لبنان، كانا مؤيدين لفرنسا ومن الداعين لنشر الثقافة الفرنسية.
إن موقف الصحفيين اللبنانيين هذا، أثار حمية بعض زملائهم المصريين. فتوجّه "عبد الله النديم" من على صفحات جريدته "الأستاذ" بمقالاته الى الصحافة المأجورة. وهذا ما أثار حماس الشباب المصري، فتوجهوا في مظاهرات وعلى رأسهم "مصطفى كامل"، ليهاجموا ويحرقوا الجرائد الموالية للإنكليز، ومن أبرزها "المقطّم".
والذي جعل النفور بين اللبنانيين والمصريين يزداد، كان تجاوز اللبنانيين للعمل في الصحافة والشؤون الفكرية للقيام بأعمال تجارية وإدارية أخرى، خاصةً أنهم لاقوا تشجيعاً من الخديوي "اسماعيل"، الذي كان يهدف الى جعل مصر بلداً أوروبياً، واعتبر أن خير من يقوم بهذه المهمة هم اللبنانيون، نظراً لإتقانهم الجيد لبعض اللغات الأجنبية.
وهذا ما دفع "النديم" الى التنديد بالضيوف، الذين أتوا الى مصر واستفادوا من دعم الحكومة، ليحصلوا على الوظائف العالية التي إستُبعد منها المصريون، وبهذا يكونوا قد قاموا بنهب خيرات البلاد.
إضافة الى أن الجدل حول المسائل الفلسفية والأدبية، كان كذلك موضوع صراع بين المصريين واللبنانيين، مما اضطر "فرح أنطون" الى الهجرة من مصر الى نيويورك، إثر مناظرة مع المصلح الإجتماعي "محمد عبده" حول فلسفة "ابن رشد".
وقد توجّه "فرح أنطون" الى السوريين في مصر قائلاً: "لا شيء يلحق الضرر بالسوريين في مصر غير السياسة، لذلك لا يجب أن تكون لديكم وجهة نظر متطرفة في السياسة، لا مع ولا ضد الإحتلال. لا يجب أن تغضبوا أحداً، ففي مصر يجب أن تكونوا مع الإصلاح، أي مع كل ما هو لمصلحة الشعب المصري".
تطور تقنيات الصحافة اللبنانية مع إعلان دستور 1908
تعود الطباعة في سوريا الى سنة 1610، عندما أنشأ الراهب الماروني مطبعة في دير قزحيا بعد عودته من روما. مع الإشارة، الى أن الطباعة عند المسيحيين تقدمت عنها عند المسلمين لمدة قرن من الزمن. فلقد جرت عدة محاولات لإنشاء مطابع في تركيا خلال القرن السابع عشر، لكنها كانت تصطدم برفض السلطان، الذي كان يعتبرها عملاً شيطانياً، الى أن توصل "سعيد أفندي الحلبي" الى إقناع السلطان بفائدة هذا العمل، وحصل منه على رخصة بإدخالها سنة 1712. وتوالت بعد هذا التاريخ المطابع وخاصةً في لبنان، إذ دخلت معظمها عن طريق الإرساليات الأجنبية. ففي سنة 1834، تولت مطبعة "القديس جورجويس" طبع الكتب الدينية والأدبية، وفي سنة 1848 فتحت المطبعة الكاثوليكية أبوابها.
أما فيما يتعلق يتقنيات هذه الطباعة، فإننا نستطيع القول أنها كانت بدائية. فالورق أسمر وخشن، ويزداد خشونة لدى مرور الآلة عليه. الأحرف الطباعية كانت صغيرة وقديمة، وتُمحى بسرعة ولا تترك أثراً، السطور محشوة ومتقاربة. أما نوع الطباعة، فإنه لم يكن واحداً في لبنان، فكانت مطبعة اليسوعيين تطبع سنة 1845 بطريقة "الليتوغراف"، واستعملت سنة 1853 "اليتيوغراف"، بينما كان يستعمل "نوفل الخازن" سنة 1872 في طبع جريدته، طريقة "الأوتوغراف". إضافة الى أن شكل الحروف وقياسها لم تكن له قواعد محددة، ففي نفس العدد كنا نصادف أحجاماً وقياسات مختلفة، وقد استمرت الفوضى في هذا المجال لفترة طويلة.
لكن بشكل عام، يمكننا القول أن الطباعة اللبنانية لعبت دوراً كبيراً في خدمة الطباعة العربية. ففي لبنان، تم إختراع معظم حروف الطباعة التي تستعملها صحافة العالم العربية. فكان "خليل سركيس" يملك محلاً لصف الحروف العربية، والشيخ "إبراهيم اليازجي" كان يتولى رسم الحروف، التي كانت تصفّها معامل الآباء اليسوعيين.
أما من ناحية الخصائص الشكلية، فقد كان سعر العدد الواحد حتى العام 1868 يبلغ قرشاً واحداً، مهما تكن الجريدة. أما الشكل، فكان تقريباً موحداً لكل المطبوعات. والشكل الوسط كان يتراوح بين 40- 49 سم للطول و30- 39 سم للعرض، وكانت كل صفحة تحتوي على أربع أعمدة. وقد كان يلزم لفهم الموضوع قراءة عامودين أو ثلاث، فلا وجود للكلشيهات أو الصور. إضافةً الى ذلك، فإن الصحافة لم تعرف المانشيت حتى سنة 1908، والحروف لم تكن تتجاوز قياس 24.
فيما يتعلق بالتوزيع، فقد كان الإنتشار محصوراً وبطيئاً، وكانت الجرائد تتوزع على العاصمة وبعض المدن المهمة. وكانت الصحافة تعتمد في المكان الأول على الإشتراكات غير المدفوعة في معظمها.
أما أسباب ضيق الإنتشار، فهي متعددة: مستوى الحياة المتدني لأغلبية الناس، ضعف وسائل الإتصال، والهجرة بعد أحداث 1860 الأمنية.
أما دورية هذه الصحف، أي إنتظام صدورها، فنادراً ما كان ثابتاً. كانت نفس النشرة، ودون أن تتوقف عن الصدور، تصدر أحياناً مرتين في اليوم، وأحياناً 4 مرات في السنة، مروراً بالأسبوع فنصف الأسبوع، فالشهر فنصف الشهر.
أما الزوايا الرئيسية في محتوى هذه الصحف، فكانت تغطي الأخبار الرسمية والأدب والمقالات المترجمة عن الأجنبية.
أما الإعلان الذي بدأ يظهر في أواخر هذه الفترة، فإنه كان عبارة عن إعلانات لجرائد وكتب صادرة، وكانت ربع الإعلانات هي إعلانات رسمية.
إنما بعد دستور 1908، عرفت الصحافة تطوراً حقيقياً، وبدأت بإستعمال حروف الطباعة الكبيرة، وتحسّنت نوعية الورق، وتغيّر الإخراج عن طريق توزيع أفضل للزوايا، وظهرت الإفتتاحية، واستجدت زوايا جديدة. وكانت هذه الصحف تدعي معالجة كل المواضيع،"فالمقتبس" مثلاً، كانت تدعي أنها تعالج مواضيع تربوية، علمية، إجتماعية، إقتصادية، أدبية، تاريخية، لغوية، حضارية.
ومع إندلاع الحرب العالمية الأولى، عاشت الصحافة اللبنانية أزمة خانقة، فاعتمدت أغلبية الصحف على نقل محتوى الصحف الفرنسية والإنكليزية، كما توقف معظمها عن الصدور. وكانت الأخبار الخارجية بطيئة وغير مؤرخة، وكانت المقالات عن الأوضاع الداخلية نادرة، فلا وجود للتحقيقات. وكان اللبنانيون يقرأون هذه الصحف، لأن الكتب كانت تنقصهم، بمعنى آخر، كانوا يقرأونها ليس من أجل التسلية والإطلاع، إنما من أجل التثقيف فحسب.
هكذا، ومع بدء الحرب، تكون الصحافة اللبنانية قد دخلت مجدداً في مرحلة معاناة قاسية وطويلة من حياتها...
أسباب هجرة الصحفيين اللبنانيين الى مصر
تعاقبت الكثير من الأحداث بعد العام 1860، سواءً أكان في لبنان أم في مصر، ودفعت بالعديد من اللبنانيين الى الهجرة الى مصر. أبرز هذه الأحداث:
1- أحداث 1860، وإنعكاسها على الوضع المادي كما على الوضع الفكري.
2- تراجع تجارة الحرير، بسبب إستيراد أوروبا للحرير الياباني بدلاً من الحرير اللبناني.
3- إنعكاسات الحرب التركية الروسية سنة 1877، وما تبعها من فرض للأحكام العرفية، ومن رقابة وضرائب ثقيلة على كافة مقاطعات الإمبراطورية.
أما في مصر، فقد برزت عدة عوامل وتهيأت الكثير من الظروف لتجذب الصحافة اللبنانية اليها، منها:
1- تمتّع مصر بنوع من الإستقلالية الذاتية في عهد "محمد علي باشا" إزاء السلطنة العثمانية.
2- فتح قناة السويس عام 1869 في عهد "الخديوي اسماعيل" (1863- 1876)، بحيث دُشن عهد من التطور في كل المجالات: سكك الحديد، خطوط التلغراف، حفر أقنية وما تبعه من تضاعف للإنتاج الزراعي، فتح المدارس، تطور التجارة، إفتتاح بورصة في الإسكندرية عام 1866، إصلاح جامعة العلوم الدينية في الأزهر، إيجاد مجلس للنواب سنة 1866، ومجلس للوزراء سنة 1877.
3- عودة البعثات الجامعية التي كان الخديوي قد أرسلها الى الخارج، والتي أتت بدورها لتسهّل دخول الحضارة الغربية الى مصر.
4- بداية العمل الصحفي وظهوره في المدن المهمة، ليشهد على عصر الإنبعاث والنهضة خلال عهد"اسماعيل".
وهكذا، جذبت النهضة الفكرية في مصر العديد من رجال الأدب والفكر اللبنانيين والسوريين، الذين سارعوا الى الإستقرار هناك. فالأخوان "سليم وبشارة تقلا" أتيا من لبنان، وأسسا سنة 1875 اليومية الكبرى "الأهرام"، و"المقتطف" أتت كذلك من بيروت عام 1855، أما "المقطّم" فقد أصدرها "فارس نمر" في مصر عام 1889.
وضع الصحفيين اللبنانيين في مصر
إن موقف الصحفيين اللبنانيين في مصر من مختلف القضايا المطروحة، يعود في غالبيته الى التربية التي تلقوها، فمعظمهم تلقى دروسه في مدارس الإرساليات الأجنبية. "ففارس نمر" صاحب جريدة "المقطّم"، الذي تلقى دروسه في الجامعة الأميركية، كان مؤيداً للإنكليز، معتبراً أن الإحتلال الإنكليزي لمصر نعمة من السماء. وكانت جريدته من بين الداعين لنشر الثقافة الإنكليزية في مواجهة الثقافة الفرنسية. أما مؤسسا "الأهرام" الأخوان "تقلا"، اللذان تلقيا دروسهما في المدارس الفرنسية في لبنان، كانا مؤيدين لفرنسا ومن الداعين لنشر الثقافة الفرنسية.
إن موقف الصحفيين اللبنانيين هذا، أثار حمية بعض زملائهم المصريين. فتوجّه "عبد الله النديم" من على صفحات جريدته "الأستاذ" بمقالاته الى الصحافة المأجورة. وهذا ما أثار حماس الشباب المصري، فتوجهوا في مظاهرات وعلى رأسهم "مصطفى كامل"، ليهاجموا ويحرقوا الجرائد الموالية للإنكليز، ومن أبرزها "المقطّم".
والذي جعل النفور بين اللبنانيين والمصريين يزداد، كان تجاوز اللبنانيين للعمل في الصحافة والشؤون الفكرية للقيام بأعمال تجارية وإدارية أخرى، خاصةً أنهم لاقوا تشجيعاً من الخديوي "اسماعيل"، الذي كان يهدف الى جعل مصر بلداً أوروبياً، واعتبر أن خير من يقوم بهذه المهمة هم اللبنانيون، نظراً لإتقانهم الجيد لبعض اللغات الأجنبية.
وهذا ما دفع "النديم" الى التنديد بالضيوف، الذين أتوا الى مصر واستفادوا من دعم الحكومة، ليحصلوا على الوظائف العالية التي إستُبعد منها المصريون، وبهذا يكونوا قد قاموا بنهب خيرات البلاد.
إضافة الى أن الجدل حول المسائل الفلسفية والأدبية، كان كذلك موضوع صراع بين المصريين واللبنانيين، مما اضطر "فرح أنطون" الى الهجرة من مصر الى نيويورك، إثر مناظرة مع المصلح الإجتماعي "محمد عبده" حول فلسفة "ابن رشد".
وقد توجّه "فرح أنطون" الى السوريين في مصر قائلاً: "لا شيء يلحق الضرر بالسوريين في مصر غير السياسة، لذلك لا يجب أن تكون لديكم وجهة نظر متطرفة في السياسة، لا مع ولا ضد الإحتلال. لا يجب أن تغضبوا أحداً، ففي مصر يجب أن تكونوا مع الإصلاح، أي مع كل ما هو لمصلحة الشعب المصري".
تطور تقنيات الصحافة اللبنانية مع إعلان دستور 1908
تعود الطباعة في سوريا الى سنة 1610، عندما أنشأ الراهب الماروني مطبعة في دير قزحيا بعد عودته من روما. مع الإشارة، الى أن الطباعة عند المسيحيين تقدمت عنها عند المسلمين لمدة قرن من الزمن. فلقد جرت عدة محاولات لإنشاء مطابع في تركيا خلال القرن السابع عشر، لكنها كانت تصطدم برفض السلطان، الذي كان يعتبرها عملاً شيطانياً، الى أن توصل "سعيد أفندي الحلبي" الى إقناع السلطان بفائدة هذا العمل، وحصل منه على رخصة بإدخالها سنة 1712. وتوالت بعد هذا التاريخ المطابع وخاصةً في لبنان، إذ دخلت معظمها عن طريق الإرساليات الأجنبية. ففي سنة 1834، تولت مطبعة "القديس جورجويس" طبع الكتب الدينية والأدبية، وفي سنة 1848 فتحت المطبعة الكاثوليكية أبوابها.
أما فيما يتعلق يتقنيات هذه الطباعة، فإننا نستطيع القول أنها كانت بدائية. فالورق أسمر وخشن، ويزداد خشونة لدى مرور الآلة عليه. الأحرف الطباعية كانت صغيرة وقديمة، وتُمحى بسرعة ولا تترك أثراً، السطور محشوة ومتقاربة. أما نوع الطباعة، فإنه لم يكن واحداً في لبنان، فكانت مطبعة اليسوعيين تطبع سنة 1845 بطريقة "الليتوغراف"، واستعملت سنة 1853 "اليتيوغراف"، بينما كان يستعمل "نوفل الخازن" سنة 1872 في طبع جريدته، طريقة "الأوتوغراف". إضافة الى أن شكل الحروف وقياسها لم تكن له قواعد محددة، ففي نفس العدد كنا نصادف أحجاماً وقياسات مختلفة، وقد استمرت الفوضى في هذا المجال لفترة طويلة.
لكن بشكل عام، يمكننا القول أن الطباعة اللبنانية لعبت دوراً كبيراً في خدمة الطباعة العربية. ففي لبنان، تم إختراع معظم حروف الطباعة التي تستعملها صحافة العالم العربية. فكان "خليل سركيس" يملك محلاً لصف الحروف العربية، والشيخ "إبراهيم اليازجي" كان يتولى رسم الحروف، التي كانت تصفّها معامل الآباء اليسوعيين.
أما من ناحية الخصائص الشكلية، فقد كان سعر العدد الواحد حتى العام 1868 يبلغ قرشاً واحداً، مهما تكن الجريدة. أما الشكل، فكان تقريباً موحداً لكل المطبوعات. والشكل الوسط كان يتراوح بين 40- 49 سم للطول و30- 39 سم للعرض، وكانت كل صفحة تحتوي على أربع أعمدة. وقد كان يلزم لفهم الموضوع قراءة عامودين أو ثلاث، فلا وجود للكلشيهات أو الصور. إضافةً الى ذلك، فإن الصحافة لم تعرف المانشيت حتى سنة 1908، والحروف لم تكن تتجاوز قياس 24.
فيما يتعلق بالتوزيع، فقد كان الإنتشار محصوراً وبطيئاً، وكانت الجرائد تتوزع على العاصمة وبعض المدن المهمة. وكانت الصحافة تعتمد في المكان الأول على الإشتراكات غير المدفوعة في معظمها.
أما أسباب ضيق الإنتشار، فهي متعددة: مستوى الحياة المتدني لأغلبية الناس، ضعف وسائل الإتصال، والهجرة بعد أحداث 1860 الأمنية.
أما دورية هذه الصحف، أي إنتظام صدورها، فنادراً ما كان ثابتاً. كانت نفس النشرة، ودون أن تتوقف عن الصدور، تصدر أحياناً مرتين في اليوم، وأحياناً 4 مرات في السنة، مروراً بالأسبوع فنصف الأسبوع، فالشهر فنصف الشهر.
أما الزوايا الرئيسية في محتوى هذه الصحف، فكانت تغطي الأخبار الرسمية والأدب والمقالات المترجمة عن الأجنبية.
أما الإعلان الذي بدأ يظهر في أواخر هذه الفترة، فإنه كان عبارة عن إعلانات لجرائد وكتب صادرة، وكانت ربع الإعلانات هي إعلانات رسمية.
إنما بعد دستور 1908، عرفت الصحافة تطوراً حقيقياً، وبدأت بإستعمال حروف الطباعة الكبيرة، وتحسّنت نوعية الورق، وتغيّر الإخراج عن طريق توزيع أفضل للزوايا، وظهرت الإفتتاحية، واستجدت زوايا جديدة. وكانت هذه الصحف تدعي معالجة كل المواضيع،"فالمقتبس" مثلاً، كانت تدعي أنها تعالج مواضيع تربوية، علمية، إجتماعية، إقتصادية، أدبية، تاريخية، لغوية، حضارية.
ومع إندلاع الحرب العالمية الأولى، عاشت الصحافة اللبنانية أزمة خانقة، فاعتمدت أغلبية الصحف على نقل محتوى الصحف الفرنسية والإنكليزية، كما توقف معظمها عن الصدور. وكانت الأخبار الخارجية بطيئة وغير مؤرخة، وكانت المقالات عن الأوضاع الداخلية نادرة، فلا وجود للتحقيقات. وكان اللبنانيون يقرأون هذه الصحف، لأن الكتب كانت تنقصهم، بمعنى آخر، كانوا يقرأونها ليس من أجل التسلية والإطلاع، إنما من أجل التثقيف فحسب.
هكذا، ومع بدء الحرب، تكون الصحافة اللبنانية قد دخلت مجدداً في مرحلة معاناة قاسية وطويلة من حياتها...
طالب علم- .
- عدد الرسائل : 492
هعدل المساهمات : الوحة الشرفية :
السٌّمعَة : 75
نقاط العضو المكتسبة : 12780
تاريخ التسجيل : 27/12/2007
رد: أسباب هجرة الصحفيين اللبنانيين الى مصر
مـشكـور
مــشكــور
مـــشكـــور
مــــشكــــور
مـــــشكـــــور
مــــــشكــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــــشكـــــــــــور
مــــــــــــشكــــــــــــور
مـــــــــــــشكـــــــــــــور
مــــــــــــــشكــــــــــــــور
مـــــــــــــــشكـــــــــــــــور
مــــــــــــــــشكــــــــــــــــور
مـــــــــــــــــشكـــــــــــــــــور
مـــــــــــــــــشكـــــــــــــــــور
مــــــــــــــــشكــــــــــــــــور
مـــــــــــــــشكـــــــــــــــور
مــــــــــــــشكــــــــــــــور
مـــــــــــــشكـــــــــــــور
مــــــــــــشكــــــــــــور
مـــــــــــشكـــــــــــور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــشكــــــور
مـــــشكـــــور
مــــشكــــور
مـــشكـــور
مــشكــور بارك الله بك وجزاك الله كل خير
مــشكــور
مـــشكـــور
مــــشكــــور
مـــــشكـــــور
مــــــشكــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــــشكـــــــــــور
مــــــــــــشكــــــــــــور
مـــــــــــــشكـــــــــــــور
مــــــــــــــشكــــــــــــــور
مـــــــــــــــشكـــــــــــــــور
مــــــــــــــــشكــــــــــــــــور
مـــــــــــــــــشكـــــــــــــــــور
مـــــــــــــــــشكـــــــــــــــــور
مــــــــــــــــشكــــــــــــــــور
مـــــــــــــــشكـــــــــــــــور
مــــــــــــــشكــــــــــــــور
مـــــــــــــشكـــــــــــــور
مــــــــــــشكــــــــــــور
مـــــــــــشكـــــــــــور
مــــــــــشكــــــــــور
مـــــــــشكـــــــــور
مــــــــشكــــــــور
مـــــــشكـــــــور
مــــــشكــــــور
مـــــشكـــــور
مــــشكــــور
مـــشكـــور
مــشكــور بارك الله بك وجزاك الله كل خير
الزائر1000- ,
- عدد الرسائل : 984
هعدل المساهمات : الوحة الشرفية :
السٌّمعَة : 122
نقاط العضو المكتسبة : 13046
تاريخ التسجيل : 20/02/2008
رد: أسباب هجرة الصحفيين اللبنانيين الى مصر
الحضورالمستمر- .
- عدد الرسائل : 318
هعدل المساهمات : الوحة الشرفية :
السٌّمعَة : 43
نقاط العضو المكتسبة : 12540
تاريخ التسجيل : 07/02/2008
بسمة الكون- .
- عدد الرسائل : 3900
هعدل المساهمات : الوحة الشرفية :
السٌّمعَة : 241
نقاط العضو المكتسبة : 14541
تاريخ التسجيل : 07/11/2010
محمد الغريب- .
- عدد الرسائل : 4015
هعدل المساهمات : الوحة الشرفية :
السٌّمعَة : 248
نقاط العضو المكتسبة : 15810
تاريخ التسجيل : 12/09/2008
مواضيع مماثلة
» مواعيد هجرة الطيـور
» الشاعر محمد مصطفى حمام (هجرة الرسول )
» ملخص يشرح أسباب تعليق الكمبيوتر ببساطة.
» الشاعر محمد مصطفى حمام (هجرة الرسول )
» ملخص يشرح أسباب تعليق الكمبيوتر ببساطة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى