-هو الحب- قصيدة لابن الفارض
صفحة 1 من اصل 1
-هو الحب- قصيدة لابن الفارض
قصيدة لابن الفارض
من بحرالطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن)
هوالحبُّ فاسْلَمْ بالحَشا ما الهوى سَهْلُ *** فما اختــــارَهُ مُضنىً بهِ ولـهُ عَقْلُ
وعِــشْ خَـاليـاً فالحُــبُّ راحتــُهُ عَنـَاً *** وأولـُـــهُ سُقـْــــــمٌ وآخــــرُه قَـتــْـلُ
ولكــن لـــديّ المـوتُ فيـه صبــــابـةً ***حيــاةٌ لمنْ أهوى عليّ بهــا الفضلُ
نصحــتـُــكَ علماً بالهوى والذي أرى ***مُخالـَفـَتي فاخــترْ لنفســـك ما يَحلو
فإن شئتَ أن تحيـا سعيــدا فمـُـتْ به ***شهيــــدا وإلا فالغــــرامُ لـه أَهـــلُ
فمــنْ لم يمـت في حبِّـه لـم يَعِـشْ به ***ودون اجتناء النَحلِ ما جَنـَتِ النَّحلُ
وقــــل لقتيـلِ الحــبّ وَفـّيْــتَ حقـــَّـه ***وللمُدعــي هيهــاتَ ما الكَحَلُ الكُحْلُ
تَعــرّضَ قـومٌ للغــرام وأعـــرضـوا ***بجــانبِهــم عــن صحتي فيه فاعتلـّوا
رضـُـوا بالأماني وابْتُلوا بحظوظِهِمْ ***وخاضُوا بحارَ الحبّ دَعوىً فما ابْتُلوا
فهم في السُّرى لم يَبرحوا من مَكانِهم ***ومــا ظعـنوا في السيرِ عنه وقد كَلّوا
وعن مذهبي لما استحبوا العمى على الـ ***ـهدى حســدا مــن عند أنفسهم ضلوا
أحبـّـــةََ قلبـــي والمحبـّــةُ شـــــــافـعـي ***لديـكم إذا شئتـمْ بهـا اتّصــل الحَبْــلُ
عســـى عطفــــةٌ منـــكم علـيّ بنظــرةٍ ***فقـــد تَعبـــتْ بيني وبينـَـكمُ الرُسْــلُ
أحبـــايَ أنتـــمْ أحْسَـــنَ الدهــرُ أم أسا ***فكونـــوا كمــا شئتــمْ أنا ذلك الخِلُّ
إذا كان حَظــي الهَجْرَ مِنكمْ ولــم يَكنْ ***بِعادٌ فذاك الهجرُ عندي هو الوَصلُ
وما الصــدّ إلا الوُدُّ مـــا لم يَكـنْ قِلَىً ***وأصعبُ شيءٍ غيرَ أعراضِكمْ سَهلُ
وتعذيبـــكمْ عَـــذْبٌ لــــدي وجــوركمْ ***علــيّ بمــا يَقضي الهـوى لكمُ عَدْلُ
وصـبـريَ صــبرٌ عَنكـــــمُ وعليـكــمُ ***أرى أبـــداً عنــدي مرارتـَــه تَحلو
أخذتمْ فؤادي وهـو بعضي فمــا الذي ***يَضــــرّكمُ لـو كان عنــــدكمُ الكلُ
نأيتــــم فغـيرَ الدمـــــع لم أرَ وافيــــاً ***سوى زفرةٍ من حَرّ نارِ الجوى تغلو
فسُهـــــدي حــيّ في جفــوني مخلّــدٌ ***ونَومـــي بهـا مَيتٌ ودمعي له غُسْلُ
هوى طَلّ ما بين الطلــولِ دمي فمِن ***جفوني جَرى بالسَّفْحِ من سَفْحِهِ وَبْلُ
تـَبَـــالــَهَ قوْمــي إذ رأوْنـــي مـُتيـّمــا ***وقالـــوا بمـن هذا الفتى مسّه الخبلُ
ومــاذا عســـى عني يُقـالُ سوى غدا*** بِنـُعْــمٍ لَهُ شُغـْـلٌ نَعَـمْ لي بها شُغـْـلُ
إذا أنـْعَمـــتْ نـُعـْــمٌ علــيّ بِنـَظـــرةٍ ***فلا أَسعدتْ سُعدى ولا أَجْملتْ جُمْلٌ
وقــدْ علمـــوا أني قَتيــلُ لِحــــاظـِها ***فــإن لهــا فــي كل جــارحةٍ نَصْـلُ
حـــديثي قديمٌ فـــي هـــواها ومـا له ***كمـــا عَلِمـَـتْ بَعـْــدٌ وليـسَ لها قَبْلُ
ومــا لي مِثـْـلٌ في غـَرامي بهـا كما ***غـَـدَتْ فِتـْنـَةً في حُسْـنها ما لها مِثْلُ
ولــي هِمـّــةٌ تَعلــو إذا ما ذكـرْتـُهــا*** وروحٌ بذكـراها إذا رَخُصــتْ تـَغلو
جَرى حُبّها مَجرى دمي في مَفاصلي*** فأصبح لي عــن كل شُغْلٍ بها شُغلُ
وفي حبــِّها بِعْــتُ السعــادةَ بالشـقـا ***ضـلالا وعقلي عـن هدايَ بهِ عَقلُ
وقلــــت لرُشـدي والتنسـُّـكِ والتـُّقى ***تَخلُوا ومــا بيني وبين الهوى خَلُّوا
وفرّغت قلبي عن وجوديَ مُخلصا ***لعلــيَ في شُغـلي بها معهــا أخلــو
ومن أجلِهـا أسعى لمـن بيننا سعى ***وأعــدو ولا أغــدو لمن دأبُهُ العَذْلُ
فأرتـــاحُ للواشـــينَ بَينـي وبينـهــا ***لتعلــمَ مــا أَلقــى ومــا عنـدها جَهْلُ
وأصبـُوا إلى العـُـذّالِ حـُبـا لذكرها ***كأنهــم مـا بيننا فــي الهــوى رُسْـلُ
فإن حدّثـــوا عنهـــا فكُلي مَسامعٌ ***وكـُـلـّيَ إن حَدّثـتـُهــمْ ألســـنٌ تـَتـلـو
تخــالفـــتِ الأقـــوالُ فينـــا تبايُـنـا ***بــرَجــمِ ظنــونٍ بيننا مـا لها أصـلُ
فشنـّعَ قــومٌ بالوصـالِ ولــمْ تـَصِلْ ***وأرْجَــف بالسلــوانِ قـومٌ ولـم أَسْـلُ
فما صَدَقَ التشنيعُ عنهـــا لِشَقوتي ***وقــد كَذَبَــتْ عـني الأراجيفُ والنُقْلُ
وكيفَ أُرجّي وَصْلَ من لو تَصوّرتْ ***حِماها المُنى وَهْماً لضاقتْ بها السُبْلُ
وإن وَعَـدَتْ لم يَلحـــقِ الفِعـلُ قَولهــا ***وإن أوعـــدتْ بالقــولِ يَسبِقـُهُ الفِعْـلُ
عديني بوَصــلٍ وامْطـُـلي بِنَجـــــازه ***فعندي إذا صحّ الهـوى حَسُنَ المَطْـلُ
وحـرمةِ عهــــد بينَنـَا عنــــهُ لـم أَحُلْ ***وعـِقـْــدٍ بأيـدٍ بينـَنـا مـــا لــــه حـَـلُّ
لأنْتِ على غَيْظِ النوى ورضى الهوى ***لـــدي وقلبــي ســاعةً مِنـكِ ما يَخلو
تـُرى مُقلتي يوماً تــَـرى من أُحبــّهــم ***ويَعـتـبـُـني دَهْـري ويَجتمعُ الشـَّـمْـلُ
ومـــا بَرِحــوا مَعنىً أراهمْ معــي فإن ***نأوا صورةً فـي الذهنِ قامَ لهم شَكْلُ
فهم نُصْبُ عيني ظاهرا حيثما سَرَوا ***وهُــمْ فـي فـؤادي باطنـا أينمــا حَلُّوا
لهــم أبــدا منــي حُنـُـوٌّ وإن جـَـفـَوْا ***ولــي أبــــدا مَيْـلٌ إليهـمْ وإن مَلـُّــوا
من بحرالطويل (فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن)
هوالحبُّ فاسْلَمْ بالحَشا ما الهوى سَهْلُ *** فما اختــــارَهُ مُضنىً بهِ ولـهُ عَقْلُ
وعِــشْ خَـاليـاً فالحُــبُّ راحتــُهُ عَنـَاً *** وأولـُـــهُ سُقـْــــــمٌ وآخــــرُه قَـتــْـلُ
ولكــن لـــديّ المـوتُ فيـه صبــــابـةً ***حيــاةٌ لمنْ أهوى عليّ بهــا الفضلُ
نصحــتـُــكَ علماً بالهوى والذي أرى ***مُخالـَفـَتي فاخــترْ لنفســـك ما يَحلو
فإن شئتَ أن تحيـا سعيــدا فمـُـتْ به ***شهيــــدا وإلا فالغــــرامُ لـه أَهـــلُ
فمــنْ لم يمـت في حبِّـه لـم يَعِـشْ به ***ودون اجتناء النَحلِ ما جَنـَتِ النَّحلُ
وقــــل لقتيـلِ الحــبّ وَفـّيْــتَ حقـــَّـه ***وللمُدعــي هيهــاتَ ما الكَحَلُ الكُحْلُ
تَعــرّضَ قـومٌ للغــرام وأعـــرضـوا ***بجــانبِهــم عــن صحتي فيه فاعتلـّوا
رضـُـوا بالأماني وابْتُلوا بحظوظِهِمْ ***وخاضُوا بحارَ الحبّ دَعوىً فما ابْتُلوا
فهم في السُّرى لم يَبرحوا من مَكانِهم ***ومــا ظعـنوا في السيرِ عنه وقد كَلّوا
وعن مذهبي لما استحبوا العمى على الـ ***ـهدى حســدا مــن عند أنفسهم ضلوا
أحبـّـــةََ قلبـــي والمحبـّــةُ شـــــــافـعـي ***لديـكم إذا شئتـمْ بهـا اتّصــل الحَبْــلُ
عســـى عطفــــةٌ منـــكم علـيّ بنظــرةٍ ***فقـــد تَعبـــتْ بيني وبينـَـكمُ الرُسْــلُ
أحبـــايَ أنتـــمْ أحْسَـــنَ الدهــرُ أم أسا ***فكونـــوا كمــا شئتــمْ أنا ذلك الخِلُّ
إذا كان حَظــي الهَجْرَ مِنكمْ ولــم يَكنْ ***بِعادٌ فذاك الهجرُ عندي هو الوَصلُ
وما الصــدّ إلا الوُدُّ مـــا لم يَكـنْ قِلَىً ***وأصعبُ شيءٍ غيرَ أعراضِكمْ سَهلُ
وتعذيبـــكمْ عَـــذْبٌ لــــدي وجــوركمْ ***علــيّ بمــا يَقضي الهـوى لكمُ عَدْلُ
وصـبـريَ صــبرٌ عَنكـــــمُ وعليـكــمُ ***أرى أبـــداً عنــدي مرارتـَــه تَحلو
أخذتمْ فؤادي وهـو بعضي فمــا الذي ***يَضــــرّكمُ لـو كان عنــــدكمُ الكلُ
نأيتــــم فغـيرَ الدمـــــع لم أرَ وافيــــاً ***سوى زفرةٍ من حَرّ نارِ الجوى تغلو
فسُهـــــدي حــيّ في جفــوني مخلّــدٌ ***ونَومـــي بهـا مَيتٌ ودمعي له غُسْلُ
هوى طَلّ ما بين الطلــولِ دمي فمِن ***جفوني جَرى بالسَّفْحِ من سَفْحِهِ وَبْلُ
تـَبَـــالــَهَ قوْمــي إذ رأوْنـــي مـُتيـّمــا ***وقالـــوا بمـن هذا الفتى مسّه الخبلُ
ومــاذا عســـى عني يُقـالُ سوى غدا*** بِنـُعْــمٍ لَهُ شُغـْـلٌ نَعَـمْ لي بها شُغـْـلُ
إذا أنـْعَمـــتْ نـُعـْــمٌ علــيّ بِنـَظـــرةٍ ***فلا أَسعدتْ سُعدى ولا أَجْملتْ جُمْلٌ
وقــدْ علمـــوا أني قَتيــلُ لِحــــاظـِها ***فــإن لهــا فــي كل جــارحةٍ نَصْـلُ
حـــديثي قديمٌ فـــي هـــواها ومـا له ***كمـــا عَلِمـَـتْ بَعـْــدٌ وليـسَ لها قَبْلُ
ومــا لي مِثـْـلٌ في غـَرامي بهـا كما ***غـَـدَتْ فِتـْنـَةً في حُسْـنها ما لها مِثْلُ
ولــي هِمـّــةٌ تَعلــو إذا ما ذكـرْتـُهــا*** وروحٌ بذكـراها إذا رَخُصــتْ تـَغلو
جَرى حُبّها مَجرى دمي في مَفاصلي*** فأصبح لي عــن كل شُغْلٍ بها شُغلُ
وفي حبــِّها بِعْــتُ السعــادةَ بالشـقـا ***ضـلالا وعقلي عـن هدايَ بهِ عَقلُ
وقلــــت لرُشـدي والتنسـُّـكِ والتـُّقى ***تَخلُوا ومــا بيني وبين الهوى خَلُّوا
وفرّغت قلبي عن وجوديَ مُخلصا ***لعلــيَ في شُغـلي بها معهــا أخلــو
ومن أجلِهـا أسعى لمـن بيننا سعى ***وأعــدو ولا أغــدو لمن دأبُهُ العَذْلُ
فأرتـــاحُ للواشـــينَ بَينـي وبينـهــا ***لتعلــمَ مــا أَلقــى ومــا عنـدها جَهْلُ
وأصبـُوا إلى العـُـذّالِ حـُبـا لذكرها ***كأنهــم مـا بيننا فــي الهــوى رُسْـلُ
فإن حدّثـــوا عنهـــا فكُلي مَسامعٌ ***وكـُـلـّيَ إن حَدّثـتـُهــمْ ألســـنٌ تـَتـلـو
تخــالفـــتِ الأقـــوالُ فينـــا تبايُـنـا ***بــرَجــمِ ظنــونٍ بيننا مـا لها أصـلُ
فشنـّعَ قــومٌ بالوصـالِ ولــمْ تـَصِلْ ***وأرْجَــف بالسلــوانِ قـومٌ ولـم أَسْـلُ
فما صَدَقَ التشنيعُ عنهـــا لِشَقوتي ***وقــد كَذَبَــتْ عـني الأراجيفُ والنُقْلُ
وكيفَ أُرجّي وَصْلَ من لو تَصوّرتْ ***حِماها المُنى وَهْماً لضاقتْ بها السُبْلُ
وإن وَعَـدَتْ لم يَلحـــقِ الفِعـلُ قَولهــا ***وإن أوعـــدتْ بالقــولِ يَسبِقـُهُ الفِعْـلُ
عديني بوَصــلٍ وامْطـُـلي بِنَجـــــازه ***فعندي إذا صحّ الهـوى حَسُنَ المَطْـلُ
وحـرمةِ عهــــد بينَنـَا عنــــهُ لـم أَحُلْ ***وعـِقـْــدٍ بأيـدٍ بينـَنـا مـــا لــــه حـَـلُّ
لأنْتِ على غَيْظِ النوى ورضى الهوى ***لـــدي وقلبــي ســاعةً مِنـكِ ما يَخلو
تـُرى مُقلتي يوماً تــَـرى من أُحبــّهــم ***ويَعـتـبـُـني دَهْـري ويَجتمعُ الشـَّـمْـلُ
ومـــا بَرِحــوا مَعنىً أراهمْ معــي فإن ***نأوا صورةً فـي الذهنِ قامَ لهم شَكْلُ
فهم نُصْبُ عيني ظاهرا حيثما سَرَوا ***وهُــمْ فـي فـؤادي باطنـا أينمــا حَلُّوا
لهــم أبــدا منــي حُنـُـوٌّ وإن جـَـفـَوْا ***ولــي أبــــدا مَيْـلٌ إليهـمْ وإن مَلـُّــوا
طلو صبيا- .
- عدد الرسائل : 3933
هعدل المساهمات : الوحة الشرفية :
السٌّمعَة : 383
نقاط العضو المكتسبة : 15467
تاريخ التسجيل : 28/12/2007
مواضيع مماثلة
» هوالحبُّ فاسْلَمْ بالحَشا - قصيدة لابن الفارض
» بات يدعو قصيدة من بحر المديد لابن الرومي
» من روائع الغزل لابن زيدون
» كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع...........
» الحب في هذا الزمن !!!!!!!!!!!!
» بات يدعو قصيدة من بحر المديد لابن الرومي
» من روائع الغزل لابن زيدون
» كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع...........
» الحب في هذا الزمن !!!!!!!!!!!!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى