الغزل والنسيب في الشعرالعربي الفصيح

من طرف **طلو صبيا** السبت مايو 17, 2008 12:52 am

فن الغزل
الغزل والنسيب في الشعرالعربي الفصيح Floral1aquaup

منذ كان العربي، وهو بطبعه، غزل، يهفو إلى الجمال فيعشقه، ويصبو إلى النضارة فيأسره بريقها، وياخذ بلبه

ريقها ورقيقها، فإذا هو يتغنى لسانا وجنانا، ويتوهج بيانا وبنانا، وإذا غناؤه الهام تتحرك له أوتار القلوب، وتعبير

يهيج المشاعر الراكدة، ويقدح زناد العواطف الجامدة، ذلك لأنه يشي بنزوات الهوى الجياش، ويترجم لواعج

الشوق الدفين، وينقلك، راضيا أو كارها، إلى عالم ملؤه احلام زاهية، وأحاسيس ملتهبة ذاكية، ونظرة إلى

الحياة، لا ترى إلا الحسن الرائق، والبديع المتعالي الفائق، ولا يشغل صاحبها الذي يتنزى فيه، ويصلى ناره.

عرفنا ذلك منذ شدا شعراؤنا الأولون، أمثال عنترة بن شداد العبسي ومن لف لفه، أولى أغانيهم، وترنموا

بعضهم في سذاجة وصدق، وبعضهم دون ذلك قليلا أو كثيرا، بأسماء حبيباتهم اللواتي شغفهم حبا، وملكتهم

فكرا وقلبا، فظلت تلك الأسماء عناوين بارزة لهؤلاء الشعراء، بل تعريفا كاملا بهم، لا يكادون يذكرون غلا بهن،

ولا يتم الحديث عنهم دونهن. وعرفنا ذلك أيضا مع توالي العصور، وتقلب الحقب والأزمان، من الجاهلية الأولى

الى يوم الناس هذا. مع اختلاف أمثلة أملته طبيعة البيئة والزمان والمكان، لكنه اختلاف في العرض دون

الجوهر، وفي الشكل دون المضمون، وفي الطريقة دون الحقيقة.

مأخوذ من النصوص الأدبية - ، الطبعة الثانية 1407هـ - 1987م ن ، بتصرف